الإعاقة السمعية: تعريف وتأثيرات
تُعد الإعاقة السمعية واحدة من أكثر أنواع الإعاقة شيوعاً في جميع أنحاء العالم، وتؤثر بشكل كبير على جودة حياة الأفراد المتأثرين بها.
تتنوع الإعاقة السمعية بحسب مدى فقدان القدرة على السمع، حيث يمكن أن تكون من الدرجات المختلفة، بدءاً من فقدان السمع الجزئي إلى الصمم الكامل.
التعريف: الإعاقة السمعية هي حالة تتسم بفقدان القدرة على السمع بشكل كامل أو جزئي، مما يؤثر على القدرة على استقبال وفهم الأصوات والتواصل بشكل فعّال.
يمكن أن تكون الإعاقة السمعية ناتجة عن مجموعة متنوعة من الأسباب والظروف التي يمكن أن تكون وراثية أو ناتجة عن عوامل بيئية.
أسباب الإعاقة السمعية:
- عوامل وراثية: نسبة عوامل انتقال المرض الوراثي للأطفال واحد من أربعة أو بنسبة 26%.
- عوامل قبل وخلال مرحلة الولادة تتمثل بما يلي:
1.2 الولادة المبكرة (الخداج) وقد أثبتت الدراسات أن نسبة الإعاقة في هذه الحالة تتعدى نسبة 60%.
2.2 تسمم الحمل.
3.2 التعرض للأشعة أثناء الحمل.
4.2 التهاب السحايا البكتيري.
5.2 نقص الأكسجين أثناء الولادة.
6.2 إصابة الأم الحامل بالحصبة الألمانية خلال فترة الثلاثة شهور الأولى من الحمل.
7.2 أمراض القلب.
8.2 تشوهات الرأس والعنق.
9.2 تعاطي العقاقير والأدوية والمضادات الحيوية خلال مرحلة الحمل.
3.إعاقة سمعية بعد مرحلة الولادة- مرحلة الطفولة:
1.3 مرض التهاب الغشاء السحائي.
2.3 مرض التهاب الأذن المزمن مع تقيح.
3.3 مرض النكاف (أبو دغيم).
4.3 الأمراض التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم.
5.3 الحوادث والإصابات التي تؤدي إلى التلف الدماغي.
6.3 الغوص إلى أعماق غير مسموح بها دون استعمال الواقيات.
7.3 التعرض للضجيج العالي لفترات زمنية غير محددة دون استعمال الواقيات.
تصنف الإعاقة السمعية حسب عدة تصنيفات:
1. تصنيف حسب المرحلة العمرية:
- إعاقة سمعية ولادية: وتشير إلى حالة الفرد الذي يولد ضعيف السمع منذ الولادة.
- إعاقة سمعية ما قبل تعلم اللغة: تحدث هذه الإعاقة قبل سن الثالثة من العمر، ويتميز أفراد هذه الفئة بعدم القدرة على الكلام نتيجة عدم تعرضهم للغة في فترة الطفولة المبكرة.
- إعاقة سمعية مكتسبة: تشمل الأفراد الذين فقدوا حاسة السمع بعد الولادة، مما أدى إلى فقدان قدراتهم اللغوية التي قد تطورت لديهم مسبقاً. وذلك ما لم تُقدَّم لهم خدمات تأهيلية خاصة.
2. تصنيف حسب طبيعة وموقع الإصابة:
- إعاقة سمعية تواصلية: تتعلق المشكلة في هذا النوع من الإعاقة بعملية نقل الصوت إلى الأذن الداخلية، نتيجة لمشاكل في الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى، مثل وجود صملاخ بكثرة، أو ثقب العظمات، أو التهاب فطرية أو بكتيرية.
- إعاقة سمعية حسية عصبية: وتتمثل المشكلة في هذا النوع في الأذن الداخلية والعصب السمعي، مثل تلف شعيرات السمع أو التلف في العصب السمعي. مما يؤدي إلى فشل في استقبال الصوت أو نقل السيالات العصبية عبر العصب السمعي إلى الدماغ. يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من الإعاقة من تخفيف شدة الصوت وتشويهه، مما يجعله يفهم الأصوات بشكل مشوش.
- إعاقة سمعية مركزية: يكمن الخلل في هذا النوع من الإعاقة في تفسير الأصوات بشكل خاطئ من قبل المخ، حيث يكون السمع طبيعياً. ولكن لا تتم معالجة المعلومات السمعية في المخ بشكل صحيح. يمكن أن يكون سبب هذا النوع من الإعاقة وجود أورام أو تلف في الدماغ، وهو نوع نادر جداً من الإعاقة السمعية.
الإعاقة السمعية: تعريف وتأثيرات
وقد تظهر العلامات التالية على الطفل المصاب بضعف السمع المركزي:
- صعوبة فهم الكلام.
- ازدياد صعوبة فهم الكلام مع الضجيج.
- مهارات استماعية ضعيفة.
- بطء في معالجة المعلومات في الكلام.
- ذاكرة سمعية بطيئة.
- – صعوبة في الاستماع والانتباه عندما يكون الشخص المصاب ضمن مجموعة.
- – يحتاج إعادة الكلام أو التعليمات ويسأل كثيراً.
- يحتاج لمساعدة بصرية.
- – يعاني صعوبة في القراءة.
3. تصنيف حسب شدة فقدان السمع:
- الإعاقة السمعية البسيطة جداً: يتراوح فقدان السمع فيها بين (27-40) ديسبيل، يعاني الشخص المتأثر بهذا النوع من صعوبة في سماع الكلام الخافت أو الأصوات البعيدة. وقد يستفيد من المُعينات والبرامج العلاجية.
- الإعاقة السمعية البسيطة: يتراوح فقدان السمع فيها بين (41-55) ديسبيل، يمكن للشخص المتأثر بهذا النوع فهم المحادثات عن بهد وجهاً لوجه على بعد 3-5 أمتار، وقد يحتاج إلى خدمات التربية الخاصة.
- الإعاقة السمعية المتوسطة: يتراوح فقدان السمع فيها بين (56-70) ديسبيل. الشخص المتأثر بهذا النوع يواجه صعوبة في فهم المحادثات إلا إذا كانت بصوت عال، ويحتاج إلى دعم خاص واستخدام المُعينات السمعية.
- الإعاقة السمعية الشديدة: يتراوح فقدان السمع فيها بين (56-70) ديسبيل. الشخص المتأثر بهذا النوع لا يستطيع سماع الأصوات العالية ويعاني من اضطرابات في الكلام واللغة، ويحتاج إلى مدرسة خاصة واستخدام سماعة طبية.
- الإعاقة السمعية الشديدة جداً: يتراوح فقدان السمع فيها بين (90-110) ديسبيل.
- الإعاقة السمعية التامة: ويكون فيه الشخص المصاب غير قادر على سماع الأصوات التي يصدرها جهاز القياس.
كيفية التعامل مع الإعاقة السمعية:
- – استخدام التقنيات المساعدة مثل أجهزة السمع.
- توفير الدعم العاطفي والنفسي.
- توفير بيئة تعليمية واجتماعية مشجعة.
- التوعية بأهمية الوقاية من الأسباب المحتملة للإعاقة السمعية.
تأثير الإعاقة السمعية:
- تأثيرها على الاتصال والتواصل مع الآخرين، مما يمكن أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
- تأثيرها على التعليم والتحصيل الدراسي، حيث قد يواجه الأفراد صعوبات في الاستماع والتفاعل في الفصول الدراسية.
- تأثيرها على النمو النفسي والعاطفي، حيث يعاني الأفراد من الضغط النفسي والاكتئاب نتيجة صعوبات التواصل والاندماج في المجتمع.
ختاماً: تتطلب الإعاقة السمعية فهماً عميقاً وتعاطفاً مع الأفراد المتأثرين بها، بالإضافة إلى توفير الدعم والموارد اللازمة لتحسين جودة حياتهم وتمكينهم من المشاركة الفعالة في المجتمع.